السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
نقلت لكم هذه الفتوى لأني رأيت أن الكثير لا يعرفون حكم النوم على البطن و لا يزالون يفعلون ذلك
الأولى من موقع ابن باز رحمه الله
السؤال
لقد قيل لي إن النوم على البطن محرم فهل هذا صحيح؟ وإذا كان صحيحاً فماذا أفعل لأني لا أرتاح إلا إذا نمت على هذا الموضع، وأن النوم على البطن مريح بالنسبة لي؟
الجواب
قد جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه رأى بعض أصحابه قد نام على بطنه فحركه في رجله وقال له: (إن هذه ضجعة يبغضها الله) وفي رواية: (إنها ضجعة أهل النار) فهي ضجعة مكروهة ينبغي تركها إلا من ضرورة كالوجع الذي يحتاج معه صاحبه إلى هذه الضجعة وإلا فينبغي تركها وأقل أحوالها الكراهة لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - إنها ضجعة يبغضها الله فينبغي تركها وعلى الأقل الكراهة في ذلك مع أن ظاهر الحديث التحريم فينبغي للمؤمن والمؤمنة ترك هذه الضجعة إلا من ضرورة لا حيلة فيها. بارك الله فيكم.
ـــــــــــــــــــــ
قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
....وأما النوم على البطن فقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، كما في اسنن أبي داود وغيره عن يعيش ان طخفة الغفاري رضي الله عنه قال: قال أبي بينما أنا مضطجع في المسجد على بطني إذا رجل يحركني برجله فقال: " إن هذه ضجعة يبغضها الله" قال فنظرت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم: رواه أبو داود بإسناد صحيح.
ومن العلماء من نص على كراهة النوم على البطن، كما في سنن الترمذي باب ما جاء في كراهية الاضطجاع على البطن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً مضطجعاً على بطنه، فقال: " إن هذا ضجعة لا يحبها الله" وفي حديث أبي ذر عند ابن ماجه " إنما هي ضجعة أهل النار"
قال الإمام ابن القيم: وأنفع النوم أن ينام على الشق الأيمن ليستقر الطعام بهذه الهيئة في المعدة استقراراً حسناً، فإن المعدة أميل إلى الجانب الأيسر قليلاً، ثم يتحول إلى الشق الأيسر قليلاً ليسرع الهضم بذلك لاستمالة المعدة على الكبد، ثم يستقر نومه على الجانب الأيمن ليكون الغذاء أسرع انحداراً عن المعدة، فيكون النوم على الجانب الأيمن بداءة نومه ونهايته، وكثرة النوم على الجانب الأيسر مضر بالقلب بسبب ميل الأعضاء إليه، فتنصب إليه المواد. وأردأ النوم على الظهر، ولا يضر الاستلقاء عليه للراحة من غير نوم، وأردأ منه أن ينام منبطحاً على وجهه…
قال أبقراط في كتاب" التقدمة" وأما نوم المريض على بطنه من غير أن يكون عادته في صحته جرت بذلك، فذلك يدل على اختلاط عقل، وعلى ألم في نواحي البطن، قال الشراح لكتابه: لأنه خالف العادة الجيدة إلى هيئه رديئة من غير سبب ظاهر ولا باطن. انتهى. انظر زاد المعاد (4/241، 240) فصل في تدبيره لأمر النوم واليقظة.
وبناء على ما تقدم فالنوم على البطن مكروه ومضر صحياً.
والله أعلم